على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا إسم مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا إسم مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

Monday, February 4, 2008

ليس بالسلاح يا مصر

ليس بالسلاح يا مصر. ليس بالسلاح. هذا وقت الدبلوماسية والحوار والاقناع. الأفيال لا تصارع الفئران. تخسر مصر كثيرا إذا استخدمت قوة النيران في التعامل مع متطرفي حماس وتنظيمات الجهاد الصوتي في غزة. لا يجرؤ عاقل على مناقشة حق أي دولة في حماية حدودها أو جنودها من الاعتداء المسلح عليها. لكن الأمر هذه المرة يتعقد ويختلط بأشياء أخرى.

لا يمكن لمصر أن تحاول تأديب حماس عسكريا. مهما فعلت تلك الحماس. فالحلول كثر. والبدائل السياسية – والسرية – متعددة، وليس من بينها فتح النار. تخسر مصر كثيرا وتفرط في مصالحها الذاتية إذا فقد مبارك سيطرته على أعصابه وقرر مثلا التوغل نصف كيلو متر في غزة من أجل ملاحقة المعتدين على جنود مصر. إذا حدث مثلا قتل لعشرات أو مئات الفلسطينيين سواء أسميناهم إرهابيين أو متطرفين أو ملثمين. لا يفيد أي من مصالح مصر أن تحل محل إسرائيل ولو كان ذلك غصبا عنها ودون رضاها.

بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع مبارك، فقد ارتضى لنفسه خطا محددا من البداية. قاوم محاولات قومية عديدة للتورط في قضايا رأى أنها لا تفيد المصالح المصرية. الآن هناك تناقض. هو ينساق. ومصر تنساق معه. تخسر مصر كثيرا إذا قتلت فلسطينيين. قوة مصر السياسية والثقافية تنبع من صورتها الذهنية في أعين ملايين العرب والبشر كأكبر وأنضج وأقدم وحدة سياسية في المنطقة. ينتهي الشعور المصري بالعزة القومية وتصبح إسرائيل شريكة في الحرب ضد الفسلطينيين. أتحدث عن الرأي العام الذي لن يستطيع التحمل مهما طالت فترة إعداده وتعبئته إعلاميا. حتى لو تعاطف الرأي العام مع جنود مصريين مصابين بحجارة أو رصاص الفلسطينيين. سيجد نفسه مع الوقت متشككا في هويته. تهبط مصر – سياسيا - لحالة الأردن أو لبنان "في أحسن الظروف" إذا فتحت قوة نيرانها على بعض الفئران الحدوديين. الدبلوماسية هي الحل. القطيعة مع سوريا يجب أن تنتهي. سوريا ترد على الدور المصري المتزايد مؤخرا في لبنان. حماس هي الرد السوري. الإخوان ليسوا بعيدا عن الصورة. هم المعادل الموضوعي لحماس. يجب التعامل الحاسم معهم بلا تحفظ. البداية يجب أن تكون معهم وعلى أعلى مستوي. أما خارجيا فثمة صفقة يجب أن تعقد مع سوريا: المحكمة مقابل الرئيس. أظن مصر تقدر أن تفعلها. الحصول على ضمانات لسوريا بتجنيب قياداتها مذلة التعرض للمحاكمة الدولية مقابل تمرير قائد الجيش اللبناني رئيسا وإنهاء مهزلة المثالثة والتعطيل والاختراعات اللبنانية الغريبة تلك. قيادات حماس عندها الكثير لتكسبه من مصر. لا يجب قطع الطريق معهم أيضا للنهاية. عباس يتشدد في غير موضع. الضغط عليه ليس صعبا.

ليس بالسلاح يا مصر. لنتذكر كيف تورط عبد الناصر في اليمن. لنتذكر كيف بدأت القصة بكتيبتين وانتهت بمأساة إغريقية بل مصرية. أخشى أن تجد مصر نفسها غارقة في مستنقع غزاوي بلا قرار. القوة ليست كل شئ. أن يرشق جنود مصريين بالحجارة أو تطلق عليهم النيران لا يستدعي رد عسكري مصري: يستدعي معالجة الأسباب التي هوت بالهيبة والقيمة لهذا الحد. الفئران القادمة من غزة تموت بمصيدة صغيرة تبدعها العقول وليس بقنبلة كبيرة تقتل الفئران ومعها جزءا كبيرا من الهوية المصرية التي تدور في الخمسين عاما الأخيرة حول قضية فلسطين! تخسر مصر كثيرا إذا ظلت جاهلة بأسباب قوتها ودواعي ضعفها.

2 comments:

Drop of the Ocean said...

عندك حق.
مشكلة غزة دى قنبلة موقوتة ، ومصر مش المفروض تدخل ع الارض بأى حاجة غير بالمساندة الانسانية ،وتحمى الحدود كويس وتسيب لعبة السياسة تشتغل بقى .التدخل العسكرى اسخف حاجة ممكن مصر تعملها ومش هتفيد ، يعنى اسرائيل باستخبارتها وقوتها دى كام مرة عملت عمليات عسكرية محدودة او مش محدودة عشان "تأدب حماس" ب العداوة المطلقة بينهم وولا اتأدبت ولا حصلها حاجة ..
لكن احنا بقى نتدخل عسكريا ليه؟ حماس مش عدو حربى لمصر حتى لو ضربوا نار وحجارة ع الحدود ، احنا مش هنعمل زى امريكا ونروح نفرض الديموقراطية فى قطاع غزة بدباباتنا .

اول تعليق هنا ، و اول تعليق ليا ... عايزة حاجة حلوة :)

تحياتى

egy anatomist said...

نورتيني ونورتي دماغي بكلامك الموزون السليم

..

تحياتي واحترامي