على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا إسم مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا إسم مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

Friday, February 8, 2008

رجاء النقاش

مات رجاء وانقطع الرجاء.

قال عنه عبد المعطي حجازي إنه "عمل يشبه التقوى" وأقول بل هو "التقوى تشبه البشر".

مات بعض رجاءنا في حياة أدبية وفكرية أرقى في مصر بموته.

وصفوه بالناقد الكبير، وأراه مفكرا مثقفا مستنيرا مصريا عربيا، يشتعل حماسة لثقافة بلاده وتراثها وينفتح على ثقافات العالم وحضاراته بثقة في النفس وتقدير للذات، وكل ذلك مغلف برقاقات مبهرة من أخلاق الفرسان وذوق النبلاء.

حببني في الشعر والأدب العربي والعالمي. نقده لهما يرقى لمستوى الأعمال الإبداعية الأصيلة. ناقد مسرحي فريد الطراز. يا لروعة كتب مثل "نساء شكسبير" و"ثلاثون عاما مع الشعر" و"أبو قاسم الشابي" و"قصة روايتين" وهي دراسة مقارنة لرائعة مستغانمي "ذاكرة الجسد" و"وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر.

كان النقد الأدبي عند رجاء تنويريا يتفاعل مع القارئ ويمتعه ربما أكثر من النص الأدبي نفسه الذي يتعرض للنقد والتشريح!

أثار حواره الشهير مع الخالد نجيب محفوظ الذي نشر في كتاب باسم "أصداء السيرة الذاتية" ضجة لا ينساها المهتمون بالأدب والسياسة معا. هاجم محفوظ بعض سياسات وقرارات المرحلة الناصرية وعبد الناصر، فانتفض عشاق ناصر يهاجمون ويلعنون ويرغون ويزبدون متوعدين أي ناقد أو مفكر أو معلق على سياسات ناصر بالويل والثبور وعظائم الأمور، ونشكر الله أن الناصريين ليسوا متأسلمين وإلا كانوا قد توعدوا المخالفين بالجحيم وغضب من الله وسخط عظيم!

جرئ شجاع مجدد. طالب بكتابة القرآن بالخط العصري العادي وليس الخط القديم الذي يكتب به، تسهيلا على الأجيال الجديدة من العرب الذين يفكون الخط بالكاد! ونادى بتقديم تفسير عصري للقرآن خالص من الخرافات والأساطير التي تسربت لتفاسير البشر في العصور الوسطى له.

مات رجاء وليس بيننا من يخلفه.

آه من انقطاع الرجاء في وحشة الظلام وغربته.

2 comments:

rainbow said...

استاذى الفاضل

لم استطع ان امنع نفسى عن كتابة تعليق بعد هذه المدة الطويلة من انقطاع النت ثم عطل جهاز الكمبيوتر

تحرجت وقلت ان الظرف غير مواتيا لكتابة اى شىء فلديك هذا الحزن ولدى تلك الغصة على من رحلوا لعالم اكيد افضل ان شاء الله

وحسمت امرى وقررت ان احييك واعلنك بمدى افتقادى لكل اصدقاء التدوين والانسانية عموما عن طريق النت - رغم الظروف -وكلى امل فى ان تتفهم خروجى عن كونشرتو الحزن بنغمة صباحية آملة جديدة .. 0
وكما ذكرت يوما ما فى احد تعليقاتك ان مصر ولادة فليكن هذا عزاؤك وليكن ما تركه من ابداع عزاء آخر خالد رائع تقتدى به اجيال قادمة ان شاء الله

تحياتى ودعائى لحضرتك بكل خير

هدى

egy anatomist said...

سيدتي الفاضلة

شكري وتقديري وعظيم احترامي لكل كلمة تخرج من فاهك

..

تحياتي واحترامي