نعم يا سيدي. تعاطفا مع غزة. من يستطيع أن يرفض؟ فضلا عن مخالفة الرفض للضمير الإنساني والعربي؛ فإنه سيخالف المشاعر الجياشة للملايين المستعدة باتهامات الخيانة والعمالة لأي مختلف في الرأي.
نعم يا سيدي. تعاطفا مع غزة. فلو لم تكن – لاعبي ولاعب مصر المفضل أبو تريكة – من المتأثرين بفكر الإخوان المسلمين والمتواصلين معها مباشرة أو بشكل غير مباشر، لما نقلت شعورك بالتعاطف إلى خانة الفعل.
نعم يا سيدي. تعاطفا مع غزة. وهل كسبت غزة من تعاطفك أكثر مما كسبته من فتح حدودها مع مصر؟
نعم يا سيدي. تعاطفا مع غزة. ألم يكن مناسبا ربما أفضل أن تعلن قبل البطولة عن تبرعك بمكافأتك المالية لاخوانك في غزة؟
نعم يا سيدي. تعاطفا مع غزة. وهل نسعد بأن يخرج علينا متعصب أحمق – ليكن محترفا في إسرائيل – بلافتة داخلية مكتوب عليها "تعاطفا مع سديروت"؟
نعم يا سيدي. تعاطفا مع غزة. فلتسعد بارتقائك لأعلى سماوات البطولة والزعامة. فالملايين باتوا لا يسعدون إلا بالشعارات. ولا يرقصون إلا لرؤية الهتافات المكتوبة. ولا يعوضون شعورهم بالعجز والنقص إلا بممارسة فنون الخطابة والتنفيس البخاري عن الغليان المكبوت.
نعم يا سيدي. تعاطفا مع غزة. وهل تظن العالم يدار بالتعاطف؟ هل تعتقد أن أمريكا أو اسرائيل ستتعاطف ولو ارتدى المنتخب المصري كله فانلات مكتوب عليها تعاطفا مع غزة؟
نعم يا سيدي. تعاطفا مع غزة. وهل تتعاطف غزة مع نفسها أولا؟ هل مازلنا نلعن عبد الناصر كل صباح بسبب "حماقته" و"اندفاعه" و"تهوره" و"زجه بمصر في حرب غير مدروسة" بينما نسبح بحمد حماس وحزب الله كل مساء لنفس الأسباب؟
نعم يا سيدي. تعاطفا مع غزة. عندما انفجرت غزة المتعاطف معها، إلى أين اتجه انفجارها؟ إلى مصر! هل ابتعدت إسرائيل عن مرمى بصر أشاوس غزة؟ ألم تعد هناك معابر بين غزة وبين إسرائيل؟ أليست إسرائيل هى المحاصرة (بكسر الصاد)؟ هل ننفجر في وجه مصر لأن إسرائيل تحاصرنا؟!
لا يا سيدي. ولا يا كل سيد لا يفكر إلا من خلال انفعالاته الهيستيرية فلا يزيدنا إلا خسارا جيلا بعد جيل. لا. لقد تعاطفنا فعلا مع غزة – ومع كل غزة في تاريخنا – بالفعل والدم والمال. أما الآن: تعاطفا مع مصر.
2 comments:
احلى حاجه انت قلت فلنتعاطف مع مصر
نفسى نوجه طاقتنا داخليا شويه
بجد لكى الله يا مصر
نورتيني سيدتي ونورتي الدنيا كلها بكلماتك الوجيزة الجميلة
..
شكرا
..
تحياتي واحترامي
Post a Comment