على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا إسم مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا إسم مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

Wednesday, February 13, 2008

العلمانية من تاني

تعليقي على مقال للسيدة فانتازيا.. تستطيع قراءته هنا


أن تكون إنسانا فأنت علماني

لكي لا تكون علمانيا يجب أن تكون إلها

وحيث أن لا إله إلا الله .. إذن فكلنا علمانيون

العلمانية هي اعترافنا بأننا بشر نخطئ ونصيب ولا يفضل أحدنا أحدا إلا بالعمل الصالح المفيد (التقوى).. وما غير ذلك فهو النصب والاحتيال والتزييف .. أو في أفضل الأحوال: الجهل والعياذ بالله

نحن علمانيون لأننا نحترم بشريتنا وإنسانيتنا ونقدس الله سبحانه وتعالى ونحب إسلامنا حتى أننا لا نرضى له أن يمتهن في ساحات الجدل وميادين النقاش الأجوف

نحن علمانيون لأننا لسنا الله الذي يملك الحقيقة الوحيدة المطلقة.. أنا مسلم أؤمن إن الحقيقة المطلقة هي إسلامي ولا شك عندي في ذلك.. لكن ماذا أفعل في جاري المسيحي الذي يظن أيضا أن الحقيقة المطلقة معه؟ وماذا نفعل لو كنا هنودا في الهندوسيين؟ والبوذيين؟ والملحدين؟ بل ماذا نفعل في الشيعة؟ وماذا نفعل في آلاف الطوائف والأديان والمذاهب الذي يظن كل منهم أن الحقيقة معه هو فقط والآخرون في ضلال؟

أقول لك ماذا فعلت أوروبا؟ تحاربت قرونا. هل يعرف الكثير أن ثلث سكان أوروبا المسيحية قتل خلال الحروب الدينية؟ هل يعرف الجميع أن علمانية أوروبا لم تأت إلا فوق الجثث والأشلاء؟ هل يعرف الجميع أن إصرارنا على تطبيق نسخة محددة من الشريعة الإسلامية يعني الحرب ؟ نطبق الشريعة عندما نتفق جميعا على إسلام واحد. هل إسلام مصر مثل إسلام ماليزيا؟ هل هي نفس الفلسفة وطريقة تطبيق وفهم النصوص؟ هل هو إسلام المغرب العربي؟ هل هو نفس إسلام باكستان؟

..

والله العظيم.. العلمانية حتى لو كره البعض إسمها هي فقط تعني حقن الدماء والاحتكام للعقل والاتفاق والمفاوضات في حكم شؤون حياتنا. ألم يكن عمر علمانيا عندما عطل حد السرقة نتيجة ظروف الواقع المتغير؟ ألم يكن أبو بكر علمانيا وهو يحارب أهل الردة عندما منعوا الزكاة وهي الحرب التي لم يرض عنها علي وعمر؟ ألم يكن الرسول نفسه علمانيا وهو يعاهد اليهود ويمارس السياسة والذكاء ويخطط ويستشير فيما لم يوحي الله فيه ويأمر

Tuesday, February 12, 2008

أفلاطون حاكما

لا تصدق أن هناك أحدا يفكر بعقله. أو قل بالجزء الأرقى في عقله الخاص بالمنطق. الناس تسوقهم العواطف والانفعالات. الجزء الأسفل - والأقدم - في المخ هو السيد وهو القائد. مازال أمامنا آلاف - أو ملايين – السنوات حتى نعتاد على استخدام المهارات الجديدة المكتسبة (التفكير المنطقي) في حياتنا. قد يبدو البعض منطقيا عاقلا راشدا فيما يتعلق بغيره ولا يعنيه كثيرا. ولكنه سيظهر لك وجهه الحقيقي (العاطفي الانفعالي المتعصب) فور مساس الموضوع بذاته أو مصالحه أو أمنه. هذه هي الحياة والأحكم من يتعامل معها كما هي ولا يضيع طاقته ابتغاء الوهم أو الأوهام.

مازال الإنسان حيوانا باحثا عن الأمن والأمان. يسعى لتأمين وجوده المادي. فإن نجح: فيتحول لكيانه النفسي والمعنوي. يسعى لتكريس أكبر قدر مستطاع من الأمن والرفاهية لنفسه ثم للأقربين منه. ينفعل الإنسان ويلقي برشده في أول صفيحة قمامة إذا شعر بأي تهديد. تنتفض ذاته السفلى الحيوانية خالعة رداء الحضارة الحديث نسبيا من فوق جلدها القديم السميك الخشبي. تنتفض ثائرة هادرة صارخة تريد بث الرعب في قلوب من حولها علَّ أحدهم يخاف فيصغي لما تريد تلك النفس الذاعقة.

لو كان الناس يقادون بالفكر والوعي لكان أفلاطون وفلاسفته هم حكام زمانهم وكل زمان أتى بعدهم.

Monday, February 11, 2008

انتصرنا على أنانيتنا

الانتصار الأكبر الذي تحقق هو الانتصار على الفردية المصرية الشهيرة. سحق روح التفرد والأنانية التي تضرب جميع محاولاتنا الجماعية في مقتل باستمرار.

ننجح كثيرا في الألعاب الفردية ونخفق – بامتياز – في كل ما يتطلب أداءً جماعيا وتنظيما. لا نفضل قيمة إنكار الذات ونحب بدلا منها الفرعنة بما تحتويه من سيطرة الفرعون ومركزيته وتمجيد ذاته المقدسة.

قيمة ما حققه المنتخب المصري لكرة القدم هو أنه استمر في النجاح الجماعي! فليست البطولة في حد ذاتها ما أفرحت المصريين. ولكن كونها ثاني بطولة تحققها مصر على التوالي. مما يعني الجدارة والاستحقاق. مما يعني عودة مبدئية للثقة في الذات المصرية. مما يعني بداية التوقف عن تهميش قدراتنا. مما يعني للناس أنه مازال هناك أملا في غدٍ أفضل لمصر نبنيه بأنفسنا وليس بالاعتماد على القدر أو الحظ.

لم ننتصر هذه المرة بضربات حظ ترجيحية. ولا بمساندة الجماهير المصرية المليونية. ولا بضعف المنافسين. انتصرنا بسواعدنا أو قل بأقدامنا! لذلك فالناس فرحانة بما لا يوصف ولا يمكن تحليله ببساطة.

الناس تشعر أن هناك أملا في الجماعية. المصري يخاف دائما من أن يذوب وسط المجموع فلا ينال شيئا، لذا تجده كارها للجماعية والأداء الفرقي. أثبت المنتخب الوطني لكل مصري في كل مكان أن تكاتف بعض المصريين وتعاونهم وإنكارهم لذواتهم وتضحيتهم بأنواتهم يحقق النجاح للجميع. ربما يتعلم المصريون مما حققه المنتخب المصري لكرة القدم أن لا أمل في الغد إلا بالجماعية والتعاون والتوحد وراء الهدف.

لا ينخدعن أحدكم بتحليلات اليأس والعجز من نوعية إن المصريين المحبطين المقهورين المطحونين يبالغون في الفرحة بسبب معاناتهم الاقتصادية أو غيرها. تابعت من قرب شديد احتفالات إيطاليا بحصولها على كأس العالم في 2006. كان ملايين الإيطاليين يرقصون في شوارع روما ونابولي وميلان بحماسة وهيستيرية لا يمكن تصورهما. إنه الكبرياء القومي يا ذكي، وليس التضخم وارتفاع الأسعار والمشكلات السياسية!



ألف مبروك لكل مصري أفرحه هذا الإنجاز العظيم.

Friday, February 8, 2008

رجاء النقاش

مات رجاء وانقطع الرجاء.

قال عنه عبد المعطي حجازي إنه "عمل يشبه التقوى" وأقول بل هو "التقوى تشبه البشر".

مات بعض رجاءنا في حياة أدبية وفكرية أرقى في مصر بموته.

وصفوه بالناقد الكبير، وأراه مفكرا مثقفا مستنيرا مصريا عربيا، يشتعل حماسة لثقافة بلاده وتراثها وينفتح على ثقافات العالم وحضاراته بثقة في النفس وتقدير للذات، وكل ذلك مغلف برقاقات مبهرة من أخلاق الفرسان وذوق النبلاء.

حببني في الشعر والأدب العربي والعالمي. نقده لهما يرقى لمستوى الأعمال الإبداعية الأصيلة. ناقد مسرحي فريد الطراز. يا لروعة كتب مثل "نساء شكسبير" و"ثلاثون عاما مع الشعر" و"أبو قاسم الشابي" و"قصة روايتين" وهي دراسة مقارنة لرائعة مستغانمي "ذاكرة الجسد" و"وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر.

كان النقد الأدبي عند رجاء تنويريا يتفاعل مع القارئ ويمتعه ربما أكثر من النص الأدبي نفسه الذي يتعرض للنقد والتشريح!

أثار حواره الشهير مع الخالد نجيب محفوظ الذي نشر في كتاب باسم "أصداء السيرة الذاتية" ضجة لا ينساها المهتمون بالأدب والسياسة معا. هاجم محفوظ بعض سياسات وقرارات المرحلة الناصرية وعبد الناصر، فانتفض عشاق ناصر يهاجمون ويلعنون ويرغون ويزبدون متوعدين أي ناقد أو مفكر أو معلق على سياسات ناصر بالويل والثبور وعظائم الأمور، ونشكر الله أن الناصريين ليسوا متأسلمين وإلا كانوا قد توعدوا المخالفين بالجحيم وغضب من الله وسخط عظيم!

جرئ شجاع مجدد. طالب بكتابة القرآن بالخط العصري العادي وليس الخط القديم الذي يكتب به، تسهيلا على الأجيال الجديدة من العرب الذين يفكون الخط بالكاد! ونادى بتقديم تفسير عصري للقرآن خالص من الخرافات والأساطير التي تسربت لتفاسير البشر في العصور الوسطى له.

مات رجاء وليس بيننا من يخلفه.

آه من انقطاع الرجاء في وحشة الظلام وغربته.

Thursday, February 7, 2008

زمن أبو جهل

لا فهم للحاضر إلا من خلال تفسير أحداث الماضي. ولا حاضر بدون أمس. ولن يأتي الغد حتى نفك اليوم العقد التي تكونت في البارحة.

في يوم من الأيام، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1919، كان هناك رجلا عربيا، يعيش في الرياض، اسمه عبد العزيز عبد الرحمن السعود، الشهير بإسم عبد العزيز آل سعود، يتميز بالطموح السياسي لإقامة دولة في الأراضي الواقعة في شبه جزيرة العرب. وكانت القوة السياسية الأخرى الموجودة فعلا هي قوة الشريف حسين شريف مكة والمسيطر على الحجاز، وسليل الهاشميين، وقائد الثورة العربية الكبرى!

كانت المنطقة تموج بفورانات ثائرة كثيرة. من حرب عالمية رهيبة أسقطت دولة الخلافة. ومن ثورة الهاشميين التي سميت الثورة العربية الكبرى وهي في الواقع مشروع بريطاني يهدف لإضعاف نفوذ الدولة العثمانية أثناء الحرب عن طريق خلق رابطة جديدة (العروبة) تحل محل الرابطة الإسلامية التي تعتمد عليها الدولة العثمانية.

أراد عبد العزيز آل سعود دولة. ولكي يؤسس دولة؛ فلا بد له من هزيمة الشريف حسين القوة المنافسة في الحجاز. ولكي يهزمه فلا بد له من جيش. ولكي يبني جيشا فلا بد له من موارد. ولا توجد لدى الرجل أية موارد من أي نوع. فماذا يفعل؟

وجد عبد العزيز آل سعود الجيش الذي يريده متوفرا حوله. ومجانا. ولا يحتاج إلا أن يُحشَد. كان هذا الجيش هو الوهابيين. أتباع المذهب الذي سنه رجل عربي آخر عاش في أوائل القرن التاسع عشر اسمه محمد عبد الوهاب. لا علاقة له بموسيقار مصر طبعا. فلا موسيقيين في جزيرة العرب ولا موسيقى. مسموح فقط بالدفوف.

أصبحت الرابطة التي ينبني عليها الجيش السعودي (نسبة لعبد العزيز آل سعود) هي رابطة التعاليم الدينية الوهابية المتزمتة. وجد الوهابيون في سعود ما سيؤمن لهم أن تنتشر أفكارهم وتسود تعاليمهم ونظرتهم للدين، وهو غاية أي مذهب فكري. فماذا يريد أتباع أي نظرية دينية أو فكرية أو سياسية أو غيره إلا السيادة والانتشار؟ ووجد عبد العزيز آل سعود فيهم القوة اللازمة من أجل تأسيس أول دولة تسود شبه الجزيرة.

التقت السياسة بالدين التقاء مشؤوما أغبرا كعادة الاثنين عندما يلتقيا.

دخل الوهابيون، بقيادة أمير الرياض عبد العزيز آل سعود، مكة عام 1924 إن لم تخني الذاكرة. وفي عام 1932 – أيضا إن لم تفعلها معي الذاكرة – أعلن الرجل قيام دولة تحمل إسم جده وجدود جدوده: المملكة العربية السعودية.

ولأن عبد العزيز السعود بدأ من الرياض، فقد أصبحت الرياض عاصمة الدولة. وظلت محتفظة بصدارة التطرف والتشدد والتزمت والتحجر.

لم يكن هناك ما يوحد ويقنع القبائل العربية المتخلفة حضاريا، التي تضمها شبه الجزيرة، بالانضواء تحت قيادة سياسية واحدة إلا قوة المذهب الوهابي. كانت المزايدات والتشدد هي سبيل نظام الحكم لتكريس سلطته وتثبيتها في عقول المحكومين. وهو ما أثبت حتى الآن نجاحه كثيرا.

ويا سبحان الله: ترسل لهم السماء تحت أقدامهم زيتا أسودا يتصادف أنه محرك النمو الصناعي العالمي. لا يستطيع أتباع سعود وعبد الوهاب سوى أن يبيعوا هذا الزيت للخواجات الغربيين. تهبط الدولارات كالسيول، وتحل الكاديلاك محل الجمل. تطير ثقافتهم وتعاليمهم وآرائهم مدعومة بسحر المال لتغزو البلدان الأفقر من البترول حولهم. يتوهبن كل شئ. وترتد دول الحضارة العظيمة في المشرق ووادي النيل قرونا للخلف.

محكومة المنطقة العربية حتى الآن بفكر رجل بدوي بدائي لا علاقة له بالحضارة الحديثة وتعقيداتها ولم ينل أي قسط من التعليم والتثقيف، وينظر للدنيا نظرة ساذجة أحادية، ترتقي بجانبها نظرة الفلاح أو الفلاحة المصرية البسطاء غير المتعلمين، حتى لتشعر أن هذا الفلاح أو هذه الفلاحة هي أو هو فولتير يتحاور مع أبي جهل شخصيا!

هل فاز أبو جهل؟

هل تسود أموال أبي جهل على أفكار فولتير وتسحقها سحقا؟

مازالت فصول المأساة تتوالى.

Wednesday, February 6, 2008

وللمقاومة وجوه أخرى

هل تتبع حماس المذهب الواقعي أو المثالي في السياسة؟
مش فاهم السؤال.
يعني.. هل حماس واقعية بمعنى أنها تحسب الحسابات وتزن الموازين وتقيم البدائل وتفضل المصلحة الوطنية على ما عداها ثم تتخذ قراراتها في السياسة والمقاومة، أم أنها مثالية او قل خيالية بمعنى أنها تهتم كثيرا بما يجب أن يكون على حساب ما هو كائن فعلا؟
أظنها واقعية. يبدو عليها ذلك. فرغم أن الأعمار بيد الله وأن القيادة يجب أن تلتحم مع الشعب في معركته إلا أن خالد مشعل مثلا يقيم في دمشق وليس في غزة. مما يعني أن أعلى مستوى في الحركة يتسم بالواقعية ويحافظ على حياته حتى تستمر حركة المقاومة مستمرة ولا تتأثر باغتياله إذا هو أقام في غزة. كما أن الهدنات التي تعقدها مع إسرائيل بين الحين والآخر تدل على واقعيتها السياسية. وقل نفس الشئ على مشاركتها في الانتخابات رغم قيامها في ظل نظام تراه حماس عميلا وخائنا.
إذن: حماس واقعية؟
نعم. هي كذلك. بلا شك.
حسنا. لماذا تطلق حماس صورايخها على إسرائيل؟ ولماذا تقتل شابين في مقتبل العمر من أجل القضاء على إمرأة إسرائيلية؟
إنها تجاهد يا أخي. تقاوم. أتريدها أن تقبل بالذل والهوان؟
أو ليس ذلا وهوانا ما يعيشه فلسطينيَ غزة؟ أو ليس ذلا وهوانا ذلك الضرب الإسرائيلي للفلسطينيين الذي لا ينتهي. أو ليس ذلا وهوانا قطع الكهرباء والوقود عن غزة باستمرار. أو ليس ذلا وهوانا تردي أوضاع المعيشة لمليون ونصف ذليل. أو ليس ذلا وهوانا القاء النفس في التهلكة بلا تخطيط أو تدبر لعواقب؟ ألم يعقد الرسول نفسه هدنات وأدار مفاوضات سياسية حتى تغيرت موازين القوى؟ لماذا تفعل حماس ما تفعله وهو يضر أمن بلادها الوطني؟ ما الفائدة التي يجنيها أي فلسطيني أو عربي من هذه المقاومة المزيفة؟
حماس هي صوت المقاومة الوحيد الباقي. أتريد للكل أن يستسلم؟
وهل تسمي ألمانيا مستسلمة ذليلة تابعة؟ هل كان يجب أن تحارب إلى مالا نهاية حتى آخر ألماني؟ ألا تزيد قوة ألمانيا اليوم عشرات المرات عن قوتها في النصف الأول من القرن العشرين؟ هل تسمي اليابان عميلة خائنة؟ هل نجحت في قلب موازين القوى بالعمل والتخطيط والصبر والتحكم في النفس أو لم تنجح؟ ماذا كان مصيرها ليكون لو كانت قد استسلمت لشهوة الانتقام من الأمريكيين الذين ضربوها بالنووي بلا رحمة؟ هل اليابان اليوم أقوى من أمريكا اقتصاديا وعلميا أم لا؟ ألا تتوسل أمريكا لليابان اليوم من أجل أن تعدل دستورها وتبني جيشا جديدا واليابان ترفض؟ لماذا نحن فقط المكتوب علينا تلك المقاومة الخائبة الركيكة التي لا فيها طحن ولا حتى لها جعجعة؟
إذن ماذا تريد حماس يا أخي مما تفعله إذا كانت متأكدة مليون في المائة أن صواريخها وعملياتها قد تزعج إسرائيل قليلا ولكنها لن تغير من الأمر الواقع أي شئ ولن تفيد إلا إسرائيل سياسيا وأنها تدمر فلسطين وقضيتها؟
ألا ترى أنها تهدف أساسا للاستفراد بالحكم، ثم اتخاذ القضية الفلسطينية كلها كورقة تفاوض قوية في يد سوريا وإيران من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة؟ أليس إشعال المشاعر الدينية والعواطف القومية يصب في هذا الاتجاه؟ أليست حماس الواقعية التي تضرب صواريخ هي تعلم أنها تضر بأمن بلادها الوطني، ولكنها تخدم حماس فقط إذ تظهرها في صورة المقاوم الوحيد الذي يقاتل حتى آخر رمق. وبالتالي فإن شعبيتها تزيد في الشارع المقهور المكتئب المتأسلم سياسيا والمنوم مغناطيسيا. من فضلك لا تقل لي ومالهم سوريا وإيران. إذا قلت أقول لك مالهم: سوريا لا تقاوم لا بالرصاص ولا بالكلام وتلهث وراء أي تسوية سياسية تحفظ أمن نظامها. وإيران مستعدة لبيع العرب في أول مفرق من أجل مصلحتها. وده سلوك طبيعي جدا في عالم السياسة الدولية. محدش والنبي يصدق حكاية ان سوريا وإيران معسكر الممانعة والمقاومة! نفوق شوية بقى. ممكن؟


Tuesday, February 5, 2008

أظننا سننسحق.. للأسف

ما سبب قوة العلمانية في أوروبا وما سر تجذرها هناك حتى سابع أرض؟

لا أعرف هل يسأل المتأسلمون – وغير المتأسلمين – أنفسهم هذا السؤال أم لا. لا أعرف هل تثير هذه النقطة فضول أحد التائهين فكريا – وما أكثرهم – في بلادنا التائهة بدورها.

لماذا انتقلت أوروبا المسيحية المتعصبة المتطرفة المنقسمة من النقيض للنقيض؟

يغفل كثيرون – عمدا أو جهلا – تاريخ العصور الوسطى الأوروبي. يكره الكثيرون من يحدثهم عن مارتن لوثر وعن الحروب الدينية. يقولون أن ظروف أوروبا غير ظروفنا. يزيدون بأن الكنيسة المستبدة لا مقابل لها في الإسلام غير الكهنوتي.

يا سادة

اعتنقت أوروبا العلمانية عندما سال الدم أنهارا في ربوعها.

عشقت أوروبا العلمانية عندما امتزجت حروب البروتستانت مع الكاثوليك بالصراع السياسي بين فرنسا والنمسا.

رفعت أوروبا راية العلمانية عندما اختلط الدين بالسياسية وروشيليو مع الهابسبرج الأعداء!

انتصرت العلمانية عندما كره الناس من يسألهم عن عقائدهم ويفتش في ضمائرهم استعدادا لذبحهم أو حرقهم.

سادت العلمانية عندما اختفى التسامح وساد الجهل والتعصب.

علا صوت العلمانية بعد حروب راح فيها ملايين في ألمانيا وغيرها بسبب الانقسامات الدينية.

عرف الناس أن العلمانية – وتعني أن البشر لا يجب أن يختلفوا إلا حول شؤون العا لم وإدارته، ويتركون شؤون العقيدة لله الخالق – هي سبيل النجاة الوحيد.

هل يجب أن نمر بنفس مراحل التطور الدموي حتى نرى يوما يكون فيه السائل عن العقيدة والمناقِش فيها كالسائل رجلا عن تفاصيل حياته الجنسية مع امرأته؟

هل يجب أن يموت منا ملايين وتنسحق أجيال بأكملها حتى نحتكم لعقولنا في إدارة شؤوننا ونلقي بحمول العقيدة وغيبياتها على كتف الخالق العليم؟

أظننا سنمر. وأظننا سننسحق.

للأسف.

Monday, February 4, 2008

ليس بالسلاح يا مصر

ليس بالسلاح يا مصر. ليس بالسلاح. هذا وقت الدبلوماسية والحوار والاقناع. الأفيال لا تصارع الفئران. تخسر مصر كثيرا إذا استخدمت قوة النيران في التعامل مع متطرفي حماس وتنظيمات الجهاد الصوتي في غزة. لا يجرؤ عاقل على مناقشة حق أي دولة في حماية حدودها أو جنودها من الاعتداء المسلح عليها. لكن الأمر هذه المرة يتعقد ويختلط بأشياء أخرى.

لا يمكن لمصر أن تحاول تأديب حماس عسكريا. مهما فعلت تلك الحماس. فالحلول كثر. والبدائل السياسية – والسرية – متعددة، وليس من بينها فتح النار. تخسر مصر كثيرا وتفرط في مصالحها الذاتية إذا فقد مبارك سيطرته على أعصابه وقرر مثلا التوغل نصف كيلو متر في غزة من أجل ملاحقة المعتدين على جنود مصر. إذا حدث مثلا قتل لعشرات أو مئات الفلسطينيين سواء أسميناهم إرهابيين أو متطرفين أو ملثمين. لا يفيد أي من مصالح مصر أن تحل محل إسرائيل ولو كان ذلك غصبا عنها ودون رضاها.

بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع مبارك، فقد ارتضى لنفسه خطا محددا من البداية. قاوم محاولات قومية عديدة للتورط في قضايا رأى أنها لا تفيد المصالح المصرية. الآن هناك تناقض. هو ينساق. ومصر تنساق معه. تخسر مصر كثيرا إذا قتلت فلسطينيين. قوة مصر السياسية والثقافية تنبع من صورتها الذهنية في أعين ملايين العرب والبشر كأكبر وأنضج وأقدم وحدة سياسية في المنطقة. ينتهي الشعور المصري بالعزة القومية وتصبح إسرائيل شريكة في الحرب ضد الفسلطينيين. أتحدث عن الرأي العام الذي لن يستطيع التحمل مهما طالت فترة إعداده وتعبئته إعلاميا. حتى لو تعاطف الرأي العام مع جنود مصريين مصابين بحجارة أو رصاص الفلسطينيين. سيجد نفسه مع الوقت متشككا في هويته. تهبط مصر – سياسيا - لحالة الأردن أو لبنان "في أحسن الظروف" إذا فتحت قوة نيرانها على بعض الفئران الحدوديين. الدبلوماسية هي الحل. القطيعة مع سوريا يجب أن تنتهي. سوريا ترد على الدور المصري المتزايد مؤخرا في لبنان. حماس هي الرد السوري. الإخوان ليسوا بعيدا عن الصورة. هم المعادل الموضوعي لحماس. يجب التعامل الحاسم معهم بلا تحفظ. البداية يجب أن تكون معهم وعلى أعلى مستوي. أما خارجيا فثمة صفقة يجب أن تعقد مع سوريا: المحكمة مقابل الرئيس. أظن مصر تقدر أن تفعلها. الحصول على ضمانات لسوريا بتجنيب قياداتها مذلة التعرض للمحاكمة الدولية مقابل تمرير قائد الجيش اللبناني رئيسا وإنهاء مهزلة المثالثة والتعطيل والاختراعات اللبنانية الغريبة تلك. قيادات حماس عندها الكثير لتكسبه من مصر. لا يجب قطع الطريق معهم أيضا للنهاية. عباس يتشدد في غير موضع. الضغط عليه ليس صعبا.

ليس بالسلاح يا مصر. لنتذكر كيف تورط عبد الناصر في اليمن. لنتذكر كيف بدأت القصة بكتيبتين وانتهت بمأساة إغريقية بل مصرية. أخشى أن تجد مصر نفسها غارقة في مستنقع غزاوي بلا قرار. القوة ليست كل شئ. أن يرشق جنود مصريين بالحجارة أو تطلق عليهم النيران لا يستدعي رد عسكري مصري: يستدعي معالجة الأسباب التي هوت بالهيبة والقيمة لهذا الحد. الفئران القادمة من غزة تموت بمصيدة صغيرة تبدعها العقول وليس بقنبلة كبيرة تقتل الفئران ومعها جزءا كبيرا من الهوية المصرية التي تدور في الخمسين عاما الأخيرة حول قضية فلسطين! تخسر مصر كثيرا إذا ظلت جاهلة بأسباب قوتها ودواعي ضعفها.