تعليقي على مقال للسيدة فانتازيا.. تستطيع قراءته هنا
أن تكون إنسانا فأنت علماني
لكي لا تكون علمانيا يجب أن تكون إلها
وحيث أن لا إله إلا الله .. إذن فكلنا علمانيون
العلمانية هي اعترافنا بأننا بشر نخطئ ونصيب ولا يفضل أحدنا أحدا إلا بالعمل الصالح المفيد (التقوى).. وما غير ذلك فهو النصب والاحتيال والتزييف .. أو في أفضل الأحوال: الجهل والعياذ بالله
نحن علمانيون لأننا نحترم بشريتنا وإنسانيتنا ونقدس الله سبحانه وتعالى ونحب إسلامنا حتى أننا لا نرضى له أن يمتهن في ساحات الجدل وميادين النقاش الأجوف
نحن علمانيون لأننا لسنا الله الذي يملك الحقيقة الوحيدة المطلقة.. أنا مسلم أؤمن إن الحقيقة المطلقة هي إسلامي ولا شك عندي في ذلك.. لكن ماذا أفعل في جاري المسيحي الذي يظن أيضا أن الحقيقة المطلقة معه؟ وماذا نفعل لو كنا هنودا في الهندوسيين؟ والبوذيين؟ والملحدين؟ بل ماذا نفعل في الشيعة؟ وماذا نفعل في آلاف الطوائف والأديان والمذاهب الذي يظن كل منهم أن الحقيقة معه هو فقط والآخرون في ضلال؟
أقول لك ماذا فعلت أوروبا؟ تحاربت قرونا. هل يعرف الكثير أن ثلث سكان أوروبا المسيحية قتل خلال الحروب الدينية؟ هل يعرف الجميع أن علمانية أوروبا لم تأت إلا فوق الجثث والأشلاء؟ هل يعرف الجميع أن إصرارنا على تطبيق نسخة محددة من الشريعة الإسلامية يعني الحرب ؟ نطبق الشريعة عندما نتفق جميعا على إسلام واحد. هل إسلام مصر مثل إسلام ماليزيا؟ هل هي نفس الفلسفة وطريقة تطبيق وفهم النصوص؟ هل هو إسلام المغرب العربي؟ هل هو نفس إسلام باكستان؟
..
والله العظيم.. العلمانية حتى لو كره البعض إسمها هي فقط تعني حقن الدماء والاحتكام للعقل والاتفاق والمفاوضات في حكم شؤون حياتنا. ألم يكن عمر علمانيا عندما عطل حد السرقة نتيجة ظروف الواقع المتغير؟ ألم يكن أبو بكر علمانيا وهو يحارب أهل الردة عندما منعوا الزكاة وهي الحرب التي لم يرض عنها علي وعمر؟ ألم يكن الرسول نفسه علمانيا وهو يعاهد اليهود ويمارس السياسة والذكاء ويخطط ويستشير فيما لم يوحي الله فيه ويأمر