على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا إسم مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا إسم مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

Thursday, November 15, 2007

مأساتنا الأكبر

في ظني أن أهم ما نواجهه من مشاكل تحبط تقدمنا وترجع بنا أميالا للوراء كلما مشينا خطوتين أماما هي: كارثة خلط المرجعيات غير القابلة للخلط بطبيعتها! أو قل التلاعب-المقصود مرات والعفوى أحيانا-بهذه المرجعيات حسب ظروف الموقف وطبيعة الهدف المراد تحقيقه! يعني إيه الكلام ده؟!؟


يعني أن الإنسان-في كل زمن وفي أي مكان-يطمح بكل جهد إلى أن يقف على أرض صلبة أشد ما تكون الصلابة، ثابتة لأبعد حدود الثبات، واضحة المعالم في الليل والنهار فلا يقع السائر ولا يتعثر، بارزة الاتجاهات فلا يتوه المسافر ولا يشقى، ممتلئة بالوفير من الخرائط والمرشدين والخبراء؛ يفسرون للسائلين معاني الاتجاهات ومقاصدها، ويحذرون من مطبات الأرض وعوائقها، وينصحون بأحسن الطرق وفضائلها! هي دي المرجعية اللي بتكلم عنها! أرض ثابتة مضيئة معاها خريطة ومرشد





يتسابق رواد الفكر ومتبصري الرؤى منذ بداية حياة الإنسان، على تقديم مرجعيات شتى لبلايين المعذبين من بنى البشر! فالإنسان الذي لا يمتلك مرجعية كالموصوفة أعلاه لا شك وأنه يعاني بأكثر من جاره المستمتع بأخرى واضحة مفصلة يسير عليها مغمض العينين مسرور الخاطر! فضلا عن الخطورة التي يتعرض لها فاقد المرجعية بسبب تعثره الدائم في الظلمات ووقوعه المستمر في كل اختبارات الحياة ومشاكل السفر! ويتطور بحث الإنسان عن خريطة طريق يرضى عنها وتريح تساؤلاته التي لا ترحمه حتى يأتيه الأنبياء بالبشرى

ويخبر كل نبي قومه بماهية الأرض وطبيعتها ويشير لهم لهدف الرحلة وغايتها ويشهد الله أنه قد أدى الأمانة ورسالتها

وبدلا من أن يكتفى البشر بهذه الرسائل الإلهية توجه وتنصح وترشد: يسألون فيكثرون من السؤال! ويلحون فيطيلوا في الإلحاح! ويأبون إلا أن يعرفوا مقدارا واحدا محددا لكل خطوة يمشونها! وحلا واحدا محددا لكل صعوبة يواجهونها! وطريقا واحد محددا يسيرون فيه جميعا حتى يصلون لغاية الحياة ومرادها

ولكن! رحل الأنبياء! انتهت رسائل السماء! وبات على البشر أن يواجهون مصيرهم بأنفسهم معتمدين على عقولهم تفسر لهم ما تركه الأنبياء من دين وحكمة، وتسير في اتجاه الطريق الواحد الذي أشارت إليه تعاليم السماء، وهو طريق له جانبين لا ثالث لهما: أولهما الإيمان-وهو المخفي في الصدر والمحجوب عن معرفة البشر ولا يسأل عنه ويحاسب عليه سوى المطلع على خفايا القلوب
وثانيهما العمل الصالح-وهو المرئي والظاهر والمعروف للبشر والواجب السؤال عنه وتنظيمه والمحاسبة عليه


ولكن! ويا للأسف! لم يفعل بنو البشر-سوى من رحم ربي-أيا من هذا! بل بحثوا عن أنبياء جدد. فلما لم يجدوا، ذهبوا إلى بعض إخوانهم من البشر غير المرسلين! فنصبوهم شراحا للعقيدة وحماة لها ومراقبين للالتزام بها كما يرونها! وأراحهم هذا التفويض التاريخي من شقاء الاختيار وعناء التفكير، فأكثروا من الاعتماد على حارسي العقيدة وسدنتها، وجعلوهم مستشارين في كل شئون المعيشة وأمورها، مما رفع نفوذهم وضخم قدرتهم على توجيه الرأي العام لجموع السائلين المصدقين التابعين، والتحكم في أدق تفاصيل حياتهم وعلاقاتهم! ولم يغب ما يحدث عن نظر الساسة ودهاة الحكم والسلطان عبر عصور التاريخ والزمن، وهم من لا يستقيم لهم حكم أو سلطان إلا بحشود من الناس راضية هائنة قانعة ويفضل لو كانت خانعة وخاضعة! فتحالفوا مع غالبية خبراء تفسير العقيدة وتعاونوا سويا على ترويضنا وسياستنا؛ بالسلطان مرة وبالقرآن مرة! كل يستخدمه لهواه وبما يتفق مع النتيجة المطلوبة! أما من رفض منهم أن يتحالف مع ولاة الأمر، فقد وقع تحت تأثير معارضيهم! وقام أيضا بإعادة بناء تعاليم العقيدة وأحكامها بما يضعف من سلطة الحكام ويخدم مصالح معارضيهم الراغبين في الإطاحة بهم والجلوس على عروشهم! ومن هؤلاء لأولئك.. وصلنا لما نحن فيه الآن من أعجوبة بين البشر وأحدوثة من أحاديث التسالي والهذر

وهكذا! فعندما يريد أحد بني البشر اتخاذ قرار ما في شأن يخص إدارة أمواله مثلا، فلا يذهب إلى المرجعية العقلية العلمية التي تشرح طريق المال والاقتصاد وتوضح اتجاهاته وصعوباته ومعانيه، وإنما يجري نحو رجل آخر-لا عصمة لديه ولا وحي-ليفكر بدلا منه استنادا إلى مرجعية طورها هذا الرجل بنفسه أو قياسا لبعض من سبقوه ويزعم أنها مرجعية دينية أو شريعة




وإذا ما احتارت أم في اختيار مدرسة لابناءها، فلا تفكر استنادا لمرجعية إدارة العقول وتنمية البشر التي تشرح هذا الطريق وتوضح اتجاهاته وصعوباته، وإنما تجري نحو رجل آخر-لا عصمة لديه ولا وحي-ليقرر بدلا منها اختيار مدرسة أبناءها استنادا لما يعتقده من أسبقية تلك المدرسة عن غيرها في التقوى وأقربها لمرضاة الله

وقل نفس الشئ على السائلين في أمور تلتصق بمرجعيات أخرى غير مرجعية العقيدة والدين، كالسائل عن أحكام مشاهدة الفن أو ممارسته، وهواية الرياضة أو احترافها، ونظم السياسة والحكم وبدائلها، وخير الملابس وشرها، ووسائل التداوي ونجاعتها، والقائمة لا تنتهي

ويتعلل منظرو هذا الاتجاه بأن كل نشاط أو فعل أو شئ له علاقة بالإنسان فإنه قد يتضمن ما يخالف الدين-كما يفسره المنظر طبعا. ويضيف على سبيل المثال فإن بعض الرياضة قد يكون بها اختلاط للمحارم واطلاع على العورات. وبالتالي فهي محرمة

ولا يصمد مثل هذا المنطق للتمحيص العاقل. فالحكم على كلٍ مكتمل وفقا لجزءٍ مبتور ناقص هو حكم فاسد واستدلال يشوبه العوار ويشينه الجهل أو سوء النية! وهو يماثل من يحكم على غزوات الرسول مثلا بالحرمانية بسبب حدوث قتل عمدي خلالها! فالقتل-وهو محرم كقاعدة عامة ولا شك-عندما يحدث في سياقات معينة كالدفاع عن الأرض والعرض والكرامة والمال فان حكمه وتقييمه لا بد وأن يختلفان. وكذلك الأمر بالنسبة لأي شئ أو نشاط إنساني أو ذو علاقة بالبشر، فالملابس لا خير فيها ولا شر في حد ذاتها وبشكل مطلق سرمدي! وإنما الخير فيما له فائدة ونفع وليس له ضرر وأذى، والشر فيما له ضرر وأذى من غير فائدة وجدوى

وتتسع-عبر القرون-دوائر السؤال وطلب المشورة، فتتعدد قنوات الرد وتوصيل النصيحة، وتلح الحاجة لتنظيم طوائف وفرق المفسرين والشراح والحراس، بعد ان اختلط الحابل بالنابل وعمت الفوضى وتفشى الهرج وساد المرج، وبات هناك ألف دين وألف مذهب وألف عقيدة وألف رأي وألف فتوى وألف تفسير. وتسائل بعض العقلاء عن أين ذهبت وحدانية الله ونقاوة الدين؟ هل ضاع العرب فيما أضاع من قبلهم؟ تحزبوا أحزابا وتشيعوا شيعا وجعلوا بينهم وبين خالقهم وسطاء وكهنة! لم تسعدهم ثقة الله في عقل وبصيرة كل منهم فردا فردا، وفقا لما يرى ويفهم ويشعر، فهجروا عقولهم وبدلوها بعقول آخرين ينهون ويأمرون ويحللون بأكثر ملايين المرات مما فعل أنبياء الله ورسله أنفسهم! لم يكتفوا بقول إلههم لهم أن من عمل صالحا وهو مؤمن فله أجره ولا يجب أن يخاف أو يحزن؛ فزادوا من السؤال وطلبوا قوائم تفصيلية تذكر الصالح وغير الصالح من الأعمال والمؤمن وغير المؤمن من البشر ودليل مرجعي للتعرف عليه! لم يحترموا كف بارئهم لهم عن التفتيش في ضمائر وصدور البشر وأن لهم دينهم وللآخرين دين! لم يدركوا أن الله لو أراد إرسال أنبياء آخرين لفعل، وكونه جل شأنه لم يفعل فهذا يقطع الطريق على كل من يقوم بدور الواعظ والمبشر والنذير

والحديث لا ينتهي لو شئنا

وله بقايا واستطرادات إن شاء الله

17 comments:

Bella said...

تديونة ممتازة كسائر تدويناتك

الناس لاتريد تحمل عواقب اتخاذها لاي قرار ولهذا تلجأ لغيرها ليفكر لها
وغيرها ليقرر لها

وهكذا

حتى صار كل شيئ يفعله غيرنا وارتاح الناس من عناء التفكير في نتائج اختياراتهم

مقال ممتاز جدا ويحتاج لقراءات أخرى

تحياتي

egy anatomist said...

bella

كلامك صحيح. وبالمناسبة هو ليس حكرا علينا فقط. هي طبيعة إنسانية لا شك فيها مردها الخوف الدفين في أعماق البشر من المجهول وأخطاره. الفرق الأساسي بيننا وبينهم: انهم بيتوجهوا حاليا من وسائل تانية غير رجال الدين. يعني اللي بيمشيهم حاليا وسائل الاعلام والسينما ورموز الثقافة الاستهلاكية السريعة ونجوم الرياضة والفن الخ الخ. وبالتالي فالتوجيه اللي بيتعمل عليهم لا يكتسب حصانة المقدس! ولا يفتى بقتل من يختلف معه! ولا يجادل أحد بثباته مدى الحياة وفي أي مكان! بالتالي فبتلاقي ان قدرتهم على المناورة والتكيف مع ظروف الزمن اعلى بكتير من حضراتنا!

أشكر قراءتك وتعليقك. وأتمنى وجود أفكارك وتعلقاتك دائما في مدونتي.
تحياتي واحترامي

Anonymous said...

لم أستطع رفع عينى عن الصفحة حتى آخر سطر من التدوينة
وتصفيق حار للتحليل

بنلف وندور من زمااان علشان نوصل للنقطة دى
ونعيد ونزيد للناس أن الله تعالى ترك لنا الآن أمرنا بأيدينا بعد أن وضع لنا أسس العقل والتعقّل الحقيقى
وخطوات الادرات والتدبر
دون العودة الى عصور الكهنوت و ادفع لتحصل على البركة واحتباس الدين والعقل والتفكير بين جدران دور العبادة أى كانت

لكن لا حياة فيمن تنادى

الكل أسلم زمام القيادة لكل من قال
قال الله وقال الرسول
حتى وأن كان بدون علم او بدون حاجة

أعتقد أنى ساعيد قراءة تلك السطور مرة أخرى
فأشعر الآن أنى سأصل الى أفكار أخرى عند اعادة قرائتها

واسمحلى بعد فترة وجيزة أن اضع لينك البوست دة بالذات فى مكان القراءات لدى فى المدونة
فأنا أتمنى أن يقرأه ويستمتع به أكبر عدد ممكن
لأنه يخدم بالفعل الكرة اللى بدأتها من فترة وحصلت حروب شديدة بسببها

اسمح لى


تحياتى العميقة

Anonymous said...

استدراك


نسيت أقول أن كل من حاول الخروج من دائرة القطيع تلك
جرى تجهيز تهمة واحدة وقالب واحد لوضعه فيه

التكفير

فصارت تهمة التكفير سيفا مسلطا"على رقاب كل من حاول اثبات آدميته واستخدام عقله واتباع الأمر الإلهى بالتعقل والتبصر فى الدنيا حولنا

فالغالبية تراجعت وأستسلمت لثقافة القطيع

وأقلية فقط هى من اختارت المواصلة
ولن تجدهم داخل حدود أوطاننا التى تتمتع بقطعانها

فجميعهم هاجر الى حيث تحترم العقول و الأفكار والحريات


تحياتى

egy anatomist said...

شهروزة

كنت فاكر اني مش هقرا أجمل من بوستاتك، لكن بلاغة تعليقاتك ودقتها بتخليني أعيد نظر:)

ثانيا أنا بشكر جدا رأيك وإشادتك. مش هقدر أوصفلك مدى تأثيرهم الإيجابي بالنسبة لي.

ثالثا المدونة مدونتك وتقدري تعملي اللي انتي عايزاه فيها من غير استئذان مني.

أخيرا أنا موافقك على كل كلامك بدون تحفظ. التغيير محتاج عنصرين لسه غايبين تماما: ظروف اقتصادية ترفع ضغوط اليأس والانسحاب النفسي الجماعي عن جموع ناسنا وأهالينا، زائد مجموعة كبيرة وقادرة من عناصر التغيير المخلصة الموهوبة المثقفة الوطنية من ابناء ثقافة هذا الشعب وترابه والراغبة في عدم الهروب ايمانا بانهم ملهمش مصير بره مصر..بحيث ان الناس تحس انهم منهم وعليهم وتسمع منهم مش تنفر وتهرب، وتصدق ان مفيش مؤامرات او نوايا امبريالية خبيثة وان محدش بيحبهم بجد او بيحب مصر اكتر من الناس دي

على كل حال، انتي بتشجعيني اني اكمل معالجة الموضوع ده ان شاء الله لان فيه مؤثرات لا تحصى بعضها عمدي مقصود ومعظمها تطورات تلقائية طبيعية، وبظن ان فهم كل ده بيخلي الناس تشوف ازاي الامور تطورت وبقت كده وازاي البشري اختلط بالمقدس وازاي السياسة لعبت بالفلسفة وازاي التاريخ بينتهك عرضه من محترفي التزوير وعبيد الهوى والمصلحة، وازاي الاقتصاد السياسي بيغير الثقافة والفن وقواعد علم الاجتماع! وان الدنيا أعقد كتير اوي من التصورات السهلة الكر تونية اللي بتتقدملنا


تحياتي واحترامي

على باب الله said...

أستاذي .. أسلوبك في الكتابة يدل علي أنك صاحب عقل منظم خال من التشويش

تدوينة ممتازة .. تحلل الوضع بكثير من الدقة

و بالفعل اللجوء إلي مدعي النبوة تكاثر بشكل كبير .. و هو نوع من التواكل و عدم الرغبة في التفكير .. أكثر منه تدين و مراعاة لله

كما أن الإنسان الذي لا يعمل عقلة و لا يبحث عن الإجابة قبل أن يسأل .. لا يستحق إلا الجواب الخاطيء

فليست هناك فتوي صحيحة لسؤال مثل " هل تقوير الكوسة حرام ؟ "

لأن السؤال أصلاً غبي

--

و نقطة أخري .. و هي أن مدعي النبوة و التدين .. في الحقيقة .. يعطون الناس ما يريدون

فالناس هم الذين صنعوهم .. و عليهم يعتمدون

و هذا جزء هام في إستمرارية المهزلة

فالسائل يعرف مسبقاً .. أن إجابة سؤاله ستكون علي هواه الشخصي

و الدعاة الجدد يعرفون ما الذي يريده الناس و يمنحونهم إياه

و في النهاية سيتحول الموضوع إلي تجارة

و يتحول الدين إلي سلعة إستهلاكية تباع بالتجزئة و بالجملة .. و علي عينك يا تاجر

--

Samir Saad said...

لماذا تقول أرض صلبة؟ لماذا لا نقول أرض يمكن ان نتجاهل فيها جهلنا؟ بمعنى ان ما قد وصلت إليه عقولنا هو جيد وهو دليل قدرة البشر، وما لم نصل إليه فهو دليل قدرة الله المتجليه في ضعف عقولنا وجهلنا. وبالتالي يكون الجهل قمة إثبات وجود الله. فنحن لانعرف سر الخلية الحية فنعظم الخالق مثلا وكذلك مع الظواهر الخارقة، حتى أضحينا نتجاهل ما وصل إليه العقل لنقول "قدرتك يارب". كأن نرفع شعارا كالأسلام هو الحل في أمورنا السياسية. إن الدين هو سوسة الدين، إذ يغفل أصحابه أنه متى تجبر ضعف، ومتى توارى تحصن.

egy anatomist said...

innocent

مرحبا بعقلك الحر ومنطقك المباشر ضيفا دائما يسعدنى وجوده

أقول أرضا صلبة لأنها الحد الأدنى والضرورة اللازمة التي يطمح أي إنسان في امتلاكها في بداية رحلته الحياتية

بمرور الوقت

يعرف القليل من الناس أنه جاهل وأن معرفته بجهله هي الأرض الأصلب والضمانة الأوثق للوصول حيث يبتغي

ولكن

الغالبية ترفض جهلها وترتعب من أخطار متوهمة رهيبة تسكنه، وتطلب من يعرّف ولو بالخطأ ومن يطمئن ولو للخداع،وتنْفر ممن يشكك ولو باالحق ومن يصارح ولو للمصلحة

أشكر مرورك وفي انتظار أول بوستاتك

تحياتي واحترامي

اسامة يس said...

الله عليك

بين حراس النوايا( الكهنة) وبين حراس السلطان يقع العقل الجمعي للشعوب المقهورة المنصهرة ... بين فكي رحى ..فيغلب عليها العماء خوفا من النار تارة وخوفا من الزبانية تارة اخرى ... دون اغفال عوام الكسل والاستسهال الخ

مقالك اكثر من رائع فهو فيه ما بين السطور الكثير والكثير ... صرح واخفى... توغل وابتعد ..

مدونة جميلة
سعدت جدا ان تواجدت فيها..
دمت بكل ود..
خالص تحياتي

Om Luji said...

Hi Anatomist! It has been a long time since your previous post. You always keep the fans of your blog waiting for long. But if this means that the result each time will be such a unique post, then I forgive you and I am ready to wait.
It will take a long article if I should only salute your writing style which combines originality, depth and poetic sensitivity.

In order to be brief, I will move on to commenting on the subject of your post: Our Biggest Crisis. And it sure is the biggest of all. Anybody with proper judgement can tell that our moral values are declining, in spite of the massive attack of religious media. This is what I once called "Modern Islamic Business Productions". This business promises to satisfy its customers by providing a shortcut to paradise. The crisis in all this is not that religion becamne a profitable business, or that being religous became the equivalent of a religious show promoting the external appearance. The Islamic new look which bothers many people does not bother me that much. It's like a funny freak show after all. And like any fashion trend will have its time and then reside.

Our biggest crisis is what you carefully pointed out and described as resembling the ideological maze. In this kind of maze, individuals and their societies get lost. And the more they search for a single way out, the more lost they become. The fractures created by different Sheikhs as each of them claims to be the sole owner of truth, is leading to more divisions, very much like cancer cell divisions.

You said it and I absolutely agree. We now have hundreds or even thousands of different versions of Islam. Each one of us has his own religion, which he thinks is the only perfect one. Today you can hardly be able to find two persons who agree on the very basics of Islam. This is not the healthy variation that should exist in free thinking societies. As people are under the illusion that all members of their group believe the same things. And this illusion is caged into the rejection of knowing the Other. This closes the door for any interaction or tolerance, which are the natural outcomes of healthy variation.

A Muslim Sunni belives that he belongs to a specific group where everybody have exactly the same understanding or vision, and he never tries to test this belief. For him, there are many Others: Muslim Shiites and all non-Muslims. He refuses to come closer to them or to understand their code of belief. He rests assured that he has got all the right answers for the big test on Judgement Day. And there is no way to make him have a look on the answers of the Others.

Let's imagine that he reads the answers of other Muslim Sunnis. What will he find out? Each one of them has many different answers than his. His trust in his group is the only reality in his life. But now he can clearly see that his answers are no more perfect. The loss takes place right here. This man can't see his place in the big maze. And instead of seeking to have a general view, he creates other side ways inside the corner where he stands.

How can he define the best answers? The trend that people follow now is going for the most difficult ways. He starts comparing answers, not in order to find the most logical or the one that feels more in harmony with the main aim of religion, but to find the most complicated (or the longest) answer in. And every time he revises, he finds out that someone has come up with an answer that is even more complicated.

That's how cancer cells divide. The abnormal cell starts growing and dividing rapidly while spreading in random areas, until those cells destroy the organ of origin. We can say that the organ is pure religion in its original form. When tiny parts of this religion start dividing and spreading randomly, as we witness nowadays, they create a cancer which destroys their origin.

In one of my posts I called such cancerian behavior "An Islam Against Islam". Your post came to describe the disease in details. This is a very essential guide to anyone who cares enough about health. But you know that health awareness is not very popular in our region. How can we get those people to see the danger of Religious Cancer?

egy anatomist said...

أسامة

سعدت أكثر منك بتواجدك فيها! وأتمنى دائما التواصل معك وقراءة آرائك وتعليقاتك

تحياتي واحترامي

egy anatomist said...

أم لوجي

فينك من زمان.. أكثرتُ من الكتابة فأقللتِ؟ هل هو توازن الرعب النووي؟:)) بجد يا ريت تكتبي أكتر وتمتعيني بتحليلاتك الساحرة

أشكرك بشدة على ذوقك المعتاد.. كلامك ده بيخليني أصدق واكتب أكتر واضايق الناس زيادة :)) .. أما بخصوص رأيك فانا شايف ان انتي كاتبه بوست جميل جدا مش تعليق رائع

يعني حقيقي أنا وقفت كتير قدام فكرة السرطان وطريقة انتشار خلاياه

وحقيقي المقارنة مخطرتش على بالي بالشكل ده قبل كده لكن بعد ما قريت كلامك بقيت مستغر ب اني مفكرتش في التشبيه ده

فعلا انتشار سرطاني للفكر الخاطئ والانشغال الفارغ

اللي يشوف حياتنا الفكرية من بعيد ويسمع ضجيجها يفتكر ان احنا يا سلام آخر حيوية وتجدد

يقرب شوية .. فيجد الجعجعة بلا طحن ويجد الكلام بلا حروف والحوار بلا متحاورين

يلاقي ناس متحمسة اوي للبول (!) وناس هتموت على الإرضاع (!!) وعالم خلاص طقوا من الانحلاااااااال الرهيب من ستات بتسلم بايديها من غير قفاز (يا ريت يكون اسود) ويلاقي إخوة بيتنططوا من الغيظ والشفقة على جهال يبدأون سلامهم بتحيات الكفر وأهل الكتاب زي مثلا مساء الخير وسعيدة مبارك لو حد لسه بيقولها

هو سرطان في سرعة انتشاره
إيدز في إضعافه لمناعة العقل من الهراء
نزلة معوية في إفساد قدرة هضم الجديد وفرزة والتخلص من شوائبه فقط.. إذ يتحول أي جديد في نظر المريض إلى فضلات وبس


ميرسي جدا لرأيك وتعليقك ويا ريت أقرالك دايما

rainbow said...

فالحكم على كلٍ مكتمل وفقا لجزءٍ مبتور ناقص هو حكم فاسد واستدلال يشوبه العوار ويشينه الجهل أو سوء النية!

هذه الجملة تحتاج لمقال آخر فهى تحمل بين ضفتيها ملخص مطول للموضوع .. نحن كمصريين بالتحديد وليس اى شعب آخر لدينا صفة التواكل وتقديس الحاكم .. تسرى هذه الصفة فى دمائنا نستعمل المعانى بطريقة مغلوطة كتفسير الآية الكريمة ( ولا تقربو الصلاة ) ونتبع الممثل للدين كواسطة بيننا وبين الله لا افهم لماذا .. موضوعك اثار فى عقلى معلومة احبها للغاية وهى سر وجودنا : ان الانسان خليفة الله فى الارض
فلماذا لا يقدس هذا ؟ ولماذا لا يحاول ان يكون على مستوى المسئولية ؟

ربما بسبب عظم هذه المسئولية نهرب لاتباع افكار وقوانين جاهزة دون تفكير .. ربما

ترددت كثيرا فى التعليق فلست بمتحدثة بارعة عندما يتعلق الامر بالسياسة بالذات .. بيد اننى لاحظت اشتمال الموضوع على عناصر اخرى غير السياسة وهو تركيبتنا كبشر وعلاقتنا بإتخاذ القرار ..
فكتبت لانى وددت ان اعبر عن اعجابى بأسلوب سردك وصياغتك الجميلة لاصعب الموضوعات

تقبل عميق تحياتى ودعائى

هدى

Dr. Diaa Elnaggar said...

معك كثير من الحق ولكن لي تحفظ على صياغة جملة الختام في تدوينتك:

لم يدركوا أن الله لو أراد إرسال أنبياء آخرين لفعل، وكونه جل شأنه لم يفعل فهذا يقطع الطريق على كل من يقوم بدور الواعظ والمبشر والنذير

الوعظ الديني مطلوب، ولكنه ليس منتهى الجهد البشري، بل هو فقط وسيلة من الوسائل. اما عدم ارسال الله لأنبياء آخرين، فرأيي هو أنه بنزول الإسلام وإعلاءه من قيمة العقل على أي قيمة آخرى تم توفير المقومات المطلوبة لأي إنسان لأن يخطو وحده نحو طريق التقدم في الإنسانية، دون رقيب من أحد أو مرجعية سوى هذا العقل، كما قلت عن حق في تدوينتك، ذلك العقل الذي جعله الله الأمانة التي عرضها الله على مخلوقاته فأبت ان تحملها كافة مخلوقاته وحملها الإنسان، ونحن على هذه الأمانة، التي شدد عليها الإسلام، مستخلفون.

تحياتي

ضياء

egy anatomist said...

rainbow

أنت متحدثة بارعة دائما وفي أي مجال

أشكر بقوة مرورك وتعليقك وإشادتك وأتمنى وجودك دائما والتواصل معك

أنا سعيد جدا انك لاحظتي أهمية موضوع إخراج الأشياء من سياقاتها.. المشاكل كلها هنا.. أولا لإن مش كل الناس تقدر تشوف الصورة الشاملة من بعيد فتدي كل حاجة حجمها وحقها الحقيقي.. ثانيا لان الناس لما مستوى تعليمها ورفاهيتها وشعورها بأهميتها يقل.. وده للأسف حالنا وحال بلادنا.. قدرتها على الصبر على التحليل والرغبة في الموضوعية والحكمة في التقرير كل ده بيقل جدا ويبقي فيه ميل كبير للتسطيح والتبسيط والتنميط والتجريح الخ الخ

المصريين في رأيي مش لوحدهم زي ما حضرتك قلتي.. كل شعوب العالم يشتركوا في تطورات تاريخية بها بعض التشابه الناتج عن كوننا جميعا بشر لكن المشكلة ان معظم العالم لاسباب كتير اوي عدى المرحلة اللي بلادنا لسه فيها.. المشكلة ان احنا مش عارفين ايه مشكلتنا اصلا وبنلف وندور ونروح ونيجي من غير ما نعالج اصل المشكلة

يا سيدتي أنت متحدثة أكثر من بارعة في السياسة بالذات.. السياسة هي الحياة.. السياسة في أشمل تعريف لها بمعنى بولوتيكس وليس بوليسي هي اي جهد بشري منظم صادر من فرد أو جماعة بهدف التأثير في مجرى الأحداث بما يخدم مصلحة الفرد أو الجماعة أو يمنع ضررا

فيه حاجة بقى مش سياسة؟ فيه حاجة بيعملها مخلوق من غير هدف؟ فيه حد مش بيحاول يأثر في الأحداث اللي تهمه؟ اعتقد مفيش.. بس اللي بيختلف هو الموهبة والقدرة السياسية.. يعني بتلاقي حد دايما حواليه مشاكل مستمرة لانه مش بيعرف يؤثر في الناس بشكل ايجابي يخدم مصلحته مع انه ممكن يكون على حق وممكن يكون عايز مصلحة الناس لكن كل ده مش مهم.. الأهم ازاي ده يتعمل

عندك حق في اعجابك بالتفكير في سبب الخلق.. موضوع مثير للعقل والخيال فعلا.. المشكلة ان الاجابة عن السؤال ده صعبة او مستحيلة لو حاولنا الاجابة عن نية الله أو هدفه حيث أن هذا يدخل في دائرته هو ولا يعلمه سواه

ولكن

سهل جدا نعرف ما هو مطلوب منا بوضوح شديد
لو الهدف هو العبادة بمعنى اداء الفروض وحسب.. كان ايه لازمة كل التعقيد الرهيب اللي في الأرض ده؟ زرع ونبات وحيوانات واسماك وبجار وجبال وعناصر طبيعية الخ الخ.. وايه لازمة اللي في الكون ده.. كواكب وشموس ونجوم ومجرات وثقوب سوداء وأشعات بألوان مختلفة و..و.. الخ
ولما نوافق ان مفيش حاجة مخلوقة عبثا
يبقى لسه مش عارفين مفروض نعمل ايه
أظن واضح.. تحدي هائل أمامنا.. احنا بقى يا مسلمين فين منه؟ .. للاسف أقل البشر استفادة ودراسة لما في الكون من قدرة وقوانين وتطبيق ذلك في التكنولوجيا والاختراعات التي تحسن حياة الانسان علي الارض

أنا سعيد جدا يا هانم بتعليقك الجميل ومشاركتك المشجعة

تحياتي واحترامي

egy anatomist said...

د. ضياء النجار

أشكر مرورك وتعليقك

وأشكر اتفاقك واختلافك بنفس الدرجة والحرارة

أرجو دائما التواصل معك

ذو النون المصري said...

اهلا الاستاذ العزيز
قرات باهتمام مقالك و اعجبني جدا و اتفق مع الكثيرين ان داءنا الان هو تخلينا عن دورنا في حق انفسنا و اطلاق الامر لاخرين ينوبون عنا في اخص خصوصياتنا حتي في الزواج!!!اظفر بذات الدين تربت يداك دون ان كلف احدهم نفسه بوصف ذات الدين و اذا وصف تحدث علي مستواه الثقافي و العلمي و هو رديء جدا فالدين و ذات الدين هي من تغطي من جسمها اكثر من غيرها
و كلما غطت اكثر كان حظها من الدين اوفر
الدين صار شيء من الاشياء في حواراتهم
كان الشاب يقول عندي عربيه و شقه
و اهلها يقولولها عنده عربيه شقه
الان يقول و يقولون عندي و عنده دين
كانه اشتراه
ناقص بس يقولوا دين استعمال خارج
دين لسه بحالته
دين علي الزيرو
دين لسه متفتحش
دين لسه في الكيس بتاعه
الخ
تحياتي