على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا إسم مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

على إسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء..أنا إسم مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

Tuesday, August 28, 2007

الحب في غير أوانه

ربما تسمي رحمتي ضعفا .. وتطلق على حلمي لينا ووهنا . ربما لا تعترف بالحب الذي لا يترك مكانا في القلب للضغائن .. وتسميه ذلا . ربما تهتم بكبرياء مصنوع أكثر مما تقدر صدقا من القلب مولود . ربما لا تُكبِر من يسارع نحو الصفح والغفران .. وتسميه خاطيا يتوب عن جرمه . ربما تزهو بالقلب الأسود الغلول وتزدري اللون الأبيض حتى لو كان لون حليب مصفى . ربما تثمن غاليا قيمة الانتقام ورد الذات على طريقتها .. وتسترخص نسيان القادر وتعتبره تهاونا وتفريطا . ربما تملك قدرة سماوية على ضبط فيضانات دموع كاسحة تحتبس داخل عيون تشتعل من الغضب .. وتسمي من تغلبه فيضانات دموعه طفلا غير ناضج . ربما يفرحها شعور غامض بهزيمة طواحين الهواء .. وتنسى أن الهواء لا يحارَب ولا يهزَم . ربما لا تستطيع أن تتخيل حتى في أحلامها صفاء سريعا غامرا يكتسح القلب والروح .. وتظنه نفاقا وزيفا . ربما لا تقابل الإحسان بالحسنى دائما .. وتعتبره غُلباً وضنكا .. ربما لم تقد يوما سفينة .. ولم تعرف كيف تصل السفن إلى بر أمانها

ربما .. وألف ربما

وفي النهاية


لا يعرف الشوق إلا من يكابده .. ولا الصبابة إلا من يعانيها

Wednesday, August 22, 2007

تحليليات

تضحكني – على طريقة شر البلية – الطريقة العبقرية التي غالبا ما يتبعها بعض المحللون السياسيون العرب في وصف وتفسير الظواهر السياسية والاجتماعية العالمية والإقليمية وحتى المحلية . فهذه الطريقة تستند – فيما تستند – إلى الفلسفة التي تعبر عنها تلك الطرفة الشهيرة التي تروي أن أحد قياصرة روما يوما قال لإبنه الصغير البالغ من العمر سنوات قليلة : هل تعلم يا بني أنك تحكم العالم؟ وعندما استغرب الطفل الروماني مقولة أبيه ، وضح له الأب الأمر: أنا أحكم العالم ، وأمك تحكمني ، وأنت تحكم أمك ، إذن فأنت تحكم العالم!

ولا يبدو لي أن القيصر الروماني أراد أكثر من التعبير عن دهشته من التناقض – فيما يظهر – بين قوته خارج البيت كحاكم لروما العظيمة وبين قهره داخل قصره كمجرد زوج يعاني من مشاكل الحياة الزوجية التي لا يبدو أنها تختلف كثيرا من روما القرن الأول الميلادي إلى روما أو طوكيو أو قاهرة القرن الحادي والعشرين! ولكن – للأسف – اعتقد بعض عباقرة التحليل السياسي أن هذه الحكاية الطريفة قد تصلح لتفسير العديد من الظواهر التي نراها في العالم حاليا ، إذ أن الدرس الكامن وراء الطرفة سهل ، وبسيط ، وخفيف الظل ، ومقنع للملايين من محدودي التعليم والثقافة في الشارع العربي

وهكذا ، فإن مشكلة الشرق الأوسط أصبحت ترى كالآتي : أمريكا تحكم العالم ، وإسرائيل تحكم أمريكا ، وأولمرت يحكم إسرائيل ، إذن فأولمرت يحكم العالم!
أو مثلا : أمريكا تحتل العراق وأفغانستان ، والعراق وأفغانستان مسلمتان بينما أمريكا مسيحية ، إذن فهناك حرب من المسيحية ضد الإسلام أو أمريكا تحارب الإسلام . وهنا يضيف عبقري تحليلي آخر : وبما أننا أقرينا سابقا أن إسرائيل تحكم أمريكا ، إذن فإسرائيل تحارب الإسلام . فيأتي تحليلوى آخر ذاعقا : وبما أن إسرائيل يهودية إذن فهناك حرب يهودية مسيحية ضد الإسلام

وأضف إلى ذلك غالبية ما نراه ونسمعه ونقرأه من تحليلات مجانية تملأ فضاء حياتنا الفكرية الخاوية ، فتقوم تلك التحليلات – المعتمدة كما أسلفت على منطق سهل ظريف مباشر سهل الوصول للعقول الخاوية – بطرد الحاجة إلى بذل الجهد الكبير الذي يقتضيه التفسير الصحيح أو الأصح لظواهر سياسية واجتماعية واقتصادية بالغة التعقيد والتعدد . فعلى سبيل المثال ، بدلا من ربط المد التديني الشكلي المرتبط بممارسة أكثر وأوسع نطاقا للطقوس الدينية مع ثبات - أو تدهور - الجانب السلوكي والأخلاقي ، بدلا من ربط ذلك بتغيرات البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية التي مهدت له الطريق إن لم تكن قد أفرزته ، فيصبح التحليل المجاني : الوعي الديني ازداد والحمد لله! وكأن الدين تم اكتشافه البارحة ولم يكن له وجود طيلة سنوات سابقة على تلك التي شهدت "ازدياد الوعي الديني" . وفي نفس السياق ، يصبح الحجاب أو النقاب فضيلة ، والمحجبة أو المنقبة سيدة فاضلة ، وبالتالي فغير المحجبة هي غير فاضلة ، أو في أفضل تقدير ، تنتظر الهداية لتصبح فاضلة . وما إلى ذلك من آلاف الظواهر التي تشبع تلك التحليلات البدائية نهم الجمهور المتعطش إلى فهمها وتفسيرها ، ولكنه للأسف شبع يؤذي ذلك الجمهور نفسه ويسبب له شعور كاذب بالامتلاء وانتهاء الجوع مما يدفعه لعدم البحث عن حلول أخرى لمشاكله مكتفيا بتلك الوجبات السريعة الرخيصة

فورا ، نحتاج إلى مجهود حقيقي من العقول العربية الواعية التي تمتلك – بجانب المعرفة السياسية والاجتماعية الواسعة – موهبة حقيقية في الشرح والتفسير بأبسط الألفاظ والدلالات والتراكيب ، وتقدر على استخدام طرق الكناية والتشبيهات والاستعارات التي جبل العقل العربي على عشقها ومن ثم فهمها وتصديقها ، بغض النظر عن مدى صدقيتها أو منطقيتها . وبجانب ذلك ، فالحل الأعمق والأكثر جذرية – واحتياجا للوقت والمجهود والإرادة – هو نسف طرق التعليم المتبعة في بلادنا وإبدالها بأخرى تؤدي – فيما تؤدي – إلى إنتاج مواطن عربي يكره التحليلات المبالغة في التبسيط والأحادية ويستعيذ بالله منها من ألف شيطان رجيم

Sunday, August 19, 2007

إعرف نفسك .. أولا

لا أظنني إلا مصدرا ذلك الحكم القاطع الذي أعرف أن غيري كثيرا ممن انشغلوا بالنفس البشرية قد توصلوا إليه قبلي .. لا يوجد ما هو أصعب عليك من معرفة ذاتك .. من أنت حقا .. هل أنت ذلك الشخص الذي تراه زوجتك ؟ أمك ؟ صديقك المقرب ؟ هل أنت ذلك الرجل الذي يعرفه زملاؤه في العمل ؟ هل أنت الشاب الذي يهتم كثيرا برأي الفتيات فيه خلال مرحلة الدراسة الجامعية ، أم تراك أنت العصبي الثائر بينما تقود السيارة أو تمارس رياضة ركوب المواصلات العامة ؟ أم لا هذا ولا ذاك .. وأنت في الحقيقة كتلة المشاعر الرومانسية التي تكاد تبكي من التأثر عند قراءة بين الأطلال أو بعد مشاهدة حبيبي دائما

من أنت ؟

هل فعلا أحببت ما درسته وعشقته حتى أنك لا يمكنك تصور نفسك تدرس شيئا غيره ؟ أم أنها كانت دراسة والسلام ؟
هل فعلا تحب عملك وتعتبر نفسك محظوظا لأنك تعمل فيما تهواه ؟ أم أنه أكل عيش على ما تفرج ؟

هل تعرف حقا ماذا تريد ؟ وإذا اتيحت لك فرصة الاختيار فعلى أي أساس ستختار ؟ هل هو فقط المعيار المادي ؟ أم تراه الاجتماعي ؟ هل ستختار ما تعتقد أنه سيضمن سعادتك أنت ؟ أم سعادة بعض المحيطين بك ، كأبنائك مثلا أو زوجتك (أو زوجك لو كنت إمرأة قارئة) .. هل في الأصل تعرف ماذا يسعدك ؟ أم أنك تتوهم وجود السعادة في هذا الطريق أو ذاك ، ولكنك بعد السير فيه تجد أن لا سعادة فيه ولا خير حتى .. هل تعود أدراجك أم تكمل مسيرتك التي تشك في أنها مظفرة .. هل تسمح لك الظروف التي تحكمك وتشكل البيئة التي تعيش فيها بأن تغير مسارك ؟ أم أنه "مشيناها خطىً كتبت علينا ومن كتبت عليه خطىً مشاها"

تذكر شيئا واحدا .. كل الناجحين في الحياة .. كل السعداء .. كل الراضين عن أنفسهم وعن الحياة يشتركون في عدة أشياء .. من بينها .. أنهم كانوا يعرفون – من البداية – ما يريدون حقا .. فلم يبق إلا الجزء السهل : الذهاب إليه

فاعرف نفسك وماذا تريد .. قبل أن يفوت أوان ذلك